كيف تكون مدخرآ ناجحآ في سبع خطوات

يعتبر الادخار أمرا في غاية الصعوبة للوهلة الأولى، ذلك أن غالبية الناس تعودت على أن تنفق أكثر مما تدخر، إذ من الصعب تغيير نمطها الاستهلاكي بين عشية وضحاها، ومن الفوارق الرئيسية بين الأغنياء والفقراء.

أن الفقراء يركزون على مصروفاتهم اليومية بينما يركز الأغنياء على مستقبلهم ويضعون عشرات الخطط لأي تقلبات مالية محتملة، وهو الشيء الذي يصنع لهم أمانا ماليا بعد التقاعد في سن مبكرة بسبب سياساتهم الناجعة عندما يتعلق الأمر بالادخار.

لاشك أنه بعد الأزمات العالمية المتكررة سواء أزمة 1929 أو أزمة 2008 أو حتى أزمة كورونا، التي جعلت آلاف العمال يخسرون وظائفهم في طرفة عين، تغيرت عقليات الناس حيال المال وأصبح من الضروري أن يكون الادخار هدفا ماليا عند كل أحد.

لاتنفق قبل الادخار

من المؤسف أن الكثير من الناس يعتقد بأن الادخار شيئا ثانويا ولاينبغي طرحه إلا بعد الإنفاق بينما القاعدة المالية الصحيحة تقول "إن الأمر لا يتعلق بكمية المال التي نكسبها بقدر مايتعلق بكمية المال التي نبقيها"

فالكثير من الناس يعرف جيدا! "كيف يكسب المال بشكل مغناطيسي؟" أحيانا لكنه سرعان ماينفلت منه، لأن عقله مبرمج على كيفية كسب المال؟ دون كيفية المحافظة عليه؟

وهذا شيء كارثي سيجعلك عبدا للمال طيلة حياتك قابعا في مشاكل مالية بسناريوهات متكررة، لذلك من الأحسن أن تخصص مبلغا ماليا في بداية كل شهر بشكل روتيني.

ميز بين رغباتك واحتياجاتك

معظم الناس لايميز أو يتعمد الخلط بين احتياجاته الضرورية ورغباته، لذلك من الأشياء التي تساعدنا على الادخار أن لانشتر أشياء لسنا مضطرين لها كشراء منزل فاخر أو سيارة فارهة، فالاحتياجات هي الفواتير والايجار والمواد الغذائية أما الترفيه والذهاب للمطاعم والسوبر ماركت قد يؤدي لنفاد مالك دون أن تشعر.
وفي هذا الإطار يجب أن نحاول دائما تقليل حجم الاحتياجات فسيارتك وشراء منزل جديد والاسراف في البدلات الأنيقة ووجبات المطاعم ليسو من دائرة احتياجاتك بل هي نفقات مدمرة بالنسبة لرواد الأعمال الصغار، عليك تجنبها إذا أردت أن تبدأ حياة مالية بشكل صحيح.

Youحدد مدخراتك الشهرية

من المهم أن تحدد ميزانيتك وبناء على ذلك تحدد مدخراتك الشهرية ليتسنى لك إنفاق المتبقي بدل سياسة الادخار بعد الإنفاق وتوجد تطبيقات ومؤسسات مختصة بالموضوع يقول غيتي في هذا الصدد.
"إذا لم نكن نعرف ماننفقه كل شهر فلن نعرف كيفية إدارة أموالنا بشكل أفضل"

فتحديد الميزانية بشكل عام يضمن لنا اتخاذ سياسة ناجعة بخصوص الموازنة بين النفقات والمدخرات.

تحديد الهدف من الادخار

من الأسباب الرئيسية دون تحقيق أهدفنا هو أننا لم نحددها أصلا، لذلك لايمكن لنا أن نحقق شيئا في حياتنا دون أن تكون لدينا خطة واضحة للوصول إليه.
لذلك تقول رويترز؛ "إذا لم يكن هناك سبب واضح للادخار فمن المحتمل أن لايكون هناك جهد مستمر لتخصيص جزء من دخلنا للمستقبل"

فتحديد الهدف يعطينا طاقة تحفيزية هائلة للوصول إليه.
فعندما نحدد أن هذه المدخرات مخصصة مثلا لما بعد التقاعد أو للأمور غير المتوقعة فهذا سيصب جهودك أكثر على الادخار نظرا لأهمية الهدف منه، فالادخار أكبر بكثير من أن يكون مجرد عملية وضع مال في صندوق.

إنشاء حساب خاص بالادخار

من الأشياء المهمة التي ستساعدك على أن يكون الادخار أولوية بالنسبة لك هو إنشاء حساب للادخار مميز عن الحساب الخاص بتغطية النفقات الشهرية.
فذلك سيتيح لك أن تتمكن من مكافئة مالية شهرية أو سنوية مقابل الأموال المودعة التي تضاعف نفسها بنفسها، كما يجنبك حسابك الخاص بالادخار اللجوء أحيانا إلى مدخراتك، المالية من أجل تحقيق رغبات ليست من أهدافك المالية للادخار.

طبق القاعدة 50/30/20

تعتبر هذه القاعدة من أفضل القواعد المساعدة على الادخار، نظرا لأنها مبنية على أسس صلبة من أجل ادخار ناجح

وتعني هذه القاعدة أن نخصص 50% من دخلنا لتغطية النفقات الأساسية.
بما في ذلك الفواتير والايجار والوقود وتعليم الأبناء، فيما نخصص 30% للادخار و20% للترفيه والصالون الرياضي والنزهات ، حيث ستساعد هذه التقسيمة على خطة عملية تساعد على استمرارية الادخار بشكل عملي روتيني.

استثمار ما تم ادخارة

إن المثل الأعلى للادخار ليس في التوقف عن الإنفاق أو الإنفاق بشكل أقل وإنما يتجلى أساسا في كون الأموال التي ندخرها ستساعدنا في جلب المزيد من المدخرات.
حيث يصبح الادخار أشبه شيء بالرمية التي تصيب هدفين، فهو من ناحية توفير المزيد من المال الذي كان سيذهب في نفقات غير ضرورية، ومن ناحية أخرى أصبح الادخار وجها استثماريا يكسب المزيد من المدخرات بدلا من إبقاءه مجرد ادخار.
وهذه الخطوات إجراءات اعتيادية ستوفر لك الكثير من الدولارات في فترة وجيزة.